الاثنين، 26 نوفمبر 2018

إدارة المخاطر



إدارة المخاطر



إدارة المخاطر هي عنصر أساسي في تداول الفوركس. من الأفضل استيعاب هذه الحقيقة البسيطة الآن وليس لاحقا, وبذل الجهد المطلوب لإتقانها. تعريفا, إدارة المخاطر هي تحديد, تحليل, تقييم, إدارة, تجنب, تقليل, أو إقصاء المخاطر غير المستحبة. مخاطر تداول الفوركس واضحة وسهلة الفهم: الخطر الدائم في القيام بصفقة سيئة تنتهي بالخسارة.  لا يمكن للمتداول أن يتحكم بحركة السعر ولا أن يكون واثقا بنسبة 100% من نتائح صفقته. ومع ذلك, من الممكن التحكم بالعديد من الأمور الأخرى: متى تتداول ومتى لا, ماذا تتداول, متى تنسحب من الصفقة, حجم الصفقة. عندما تفتح صفقة ما, يمكنك توقع السيناريو الأسوأ الممكن حدوثه إذا كنت تملك آلية للحماية من المخاطر. على سبيل المثال, إذا كان لديك أمر إيقاف الخسارة, فأنت تعرف أن الخسارة الأكبر التي يمكن أن تتعرض لها في هذه الصفقة لن تتخطى حجم إيقاف الخسارة. وهذا يعني أنه ليس عليك القلق من الخسارة بل التركيز على الربح. علاوة على ذلك, تسمح إدارة المخاطر للمتداولين أن يربحوا حتى إذا كانت نسبة النجاح 30% فقط. كيف ذلك؟ لنتعرف على الأمر. 

كن متداولا منظما "متزنا"

هناك نمطان من تداول الفوركس: تداول متهور وآخر مضبوط "متزن". المتداول المتهور لا يملك نهجا ولا يستخدم أوامر إيقاف الخسارة. هذا المتداول يضع على المحك ما لا يمكنه تحمل خسارته. وكنتيجة لذلك, يخضع للضغط المستمر - ما قد يتسبب باتخاذه قرارات غير منطقية وبالتالي الخسارة.   
المتداول المتزن "المنظم", بالمقابل, يملك نظاما للتداول يتناسب مع شخصيته. فهو يستخدم قواعد إدارة المخاطر ويتداول بمال يمكنه تحمل خسارته. هذا المتداول يتعلم بسرعة, مستقر نفسيا, وبإمكانه البقاء في السوق لفترة طويلة وأن يصبح محترفا في نهاية المطاف. 
لاحظ أيضا أنه كلما تعرض حسابك لخسائر أكبر, أصبح من الصعب استعادة رأس مالك الأولي. على سبيل المثال, إذا كان لديك 100$ وخسرت 50$ (50% من رأس مالك), عليك مضاعفة الـ 50$ بنسبة 100% لإعادة رصيدك إلى 100$. أي أنه من الضروري الحذر وعدم السماح للخسائر بالاستمرار. 

أهمية تحديد حجم الصفقة

السر وراء الحد من الخسائر يكمن في ثالوث: تحديد حجم الصفقة - الرافعة المالية - إيقاف الخسارة. تحديد حجم الصفقة هو تقنية تحديد عدد الوحدات التي عليك تداولها للحفاظ على المستوى المرغوب من المخاطرة. 
من الضروري جدا اختيار حجم الصفقة بحكمة ودقة. إليك القاعدة الذهبية للمتداولين المحترفين: لا تخاطر بأكثر من 1-2% من إيداعك في صفقة واحدة. ألق نظرة على الجدول في الأسفل. يظهر متداولين لديهما نفس مبلغ الإيداع الأولي وهو 20000$. الفرق أن الأول خاطر بـ 2% من رصيده في كل صفقة, بينما خاطر الثاني بـ 10% من رصيده في كل صفقة. إذا خسر كل منهما 10 صفقات متتالية, سيبقى للأول 16675$, بينما سيبقى للثاني 7748$.


الرافعة المالية والمارجن

يتيح وسطاء الفوركس للمتداول الفرصة لتداول مبلغ أكبر مما يملك في رصيده. وهو ما يعرف بـ التداول على المارجن. المارجن هو مبلغ المال الذي عليك امتلاكه في حسابك لتتمكن من شراء عملة ما بالائتمان, أو بعبارة أخرى, فتح صفقة بمبلغ أكبر مما تملك في رصيدك. 
وكما ذكرنا في المقرر الخاص بالمبتدئين, يحدد وسطاء الفوركس المارجن المطلوب للعملاء. عادة ما يساوي المارجن 1-2% من حجم الصفقة. المارجن المطلوب 1% يشار إليه أيضا برافعة مالية 1:100.
الرافعة المالية = القوة الشرائية/رأس المال المستثمر
على سبيل المثال, إذا تداولت 1 لوت قياسي من زوج يورو/دولار أمريكي (100000$) بينما تملك 1000$, فهذا يعني أنك تستخدم الرافعة المالية 1:100. بمعنى آخر, عن كل 1$ تملكه في رصيدك, يمكنك فتح صفقة بقيمة 100$. في سوق الفوركس, يتداول المتداولون مستخدمين الروافع المالية 1:50, 1:100, 1:200 أو روافع أكبر حسب الوسيط والأحكام. إمكانية استخدام روافع مالية أكبر تميز سوق الفوركس عن غيرها من الأسواق.
يمكنك مشاهدة قوة الرافعة المالية في الجدول أدناه: مع قيم مختلفة للروافع المالية يمكنك الحصول على قوى شرائية وأرباح مختلفة.


لنقم بدراسة مثال آخر. إذا تداولت 1000$ برافعة مالية 1:100, يمكنك فتح صفقة بقيمة 100000$. في هذه الحالة, فإن كسب 1000$ سيكون بمثابة ربح بنسبة 100% لك. إذا لم تستخدم الرافعة المالية, فلتكسب 1000$, عليك إيداع كامل المبلغ ($100,000) في حسابك. ستكون نسبة أرباحك أقل (1000$/100000$ = 1%). والأمر نفسه ينطبق على الخسارة: تضاعف الرافعة المالية من الخسارة المحتملة.


كما ترى فإنه رغم المزايا الواضحة للرافعة المالية, فإن على المتداول الحذر. الرافعة المالية سلاح ذو حدين: فهي تضاعف كلا من أرباحك وخسائرك. بالنتيجة, ننصح باستخدام أوامر إيقاف الخسارة للحد من الخسائر المحتملة أثناء التداول باستخدام الرافعة المالية. انتبه إلى المؤشر الذي يسمى :مستوى المارجن". مستوى المارجن هو عدد المرات التي يمكن لحسابك فيها تغطية المارجن المستخدم. وهو المؤشر الأساسي على مدى التباين المرجح لنتائج تداولك. كلما كان مستوى المارجن أقل, ستشهد تقلبات أكبر. إذا كان مستوى المارجن أقل من 500%, فهذا يعني أنك غالبا تبالغ في المخاطرة.

نسبة الخطر/المكافأة

نسبة الخطر/المكافأة هي مبلغ الربح المخطط له من صفقة ما إلى المبلغ المخاطر بخسارته. لتبسيط الأمر, إذا كان إيقاف الخسارة الخاص بك مساويا 10 بيب, وأخذ الربح مساويا 50 نقطة, فإن نسبة الخطر المكافأة هي 1:5. 
يمكنك التحكم بنسبة الخطر/المكافأة أيضا. لتعزيز فرصك في تحقيق الأرباح, ينصح بأن تكون المكافأة أكبر دائما من الخطر. كلما كانت المكافأة المحتملة أكبر, تمكن حسابك من الصمود أكثر أمام الصفقات الخاسرة. إذا كانت نسبة الخطر/المكافأة 1:5, فإن صفقة رابحة واحدة ستكفيك في مقابل 5 صفقات خاسرة باستخدام النسبة ذاتها. 
يتوقف اختيار نسبة الخطر/المكافأة على ستايلك في التداول إضافة للوضع في السوق (مستوى التقلب, حالة السوق, الترند أو الرينج). لا يوجد معيار متفق عليه هنا. ننصح بالحفاظ على المكافأة أكبر من الخطر في أغلب الصفقات. عند التداول على الترند, يمكن أن تكون نسبة الخطر/المكافأة 1:2 أو 1:3. عند دخول السوق في اختراق من مستوى معين, قد يكون من الحكمة استخدام نسب 1:4 أو 1:5. عند تداول الرينج, قد تكون نسبة 1:1 ملائمة. 

التنوع

التنويع هو أحد المبادئ الاستثمارية الأساسية. ليس عليك "وضع كل البيض في سلة واحدة", لأن أمرا ما قد يحدث لها. الحل يكمن في تطبيق مبدأ المحفظة الاستثمارية وتداول عدد من أزواج العملات. تأكد مع ذلك من معرفتك بهذه الأزواج (العوامل التي تؤثر عليها). لكل عملة مزايا خاصة بها. قد تكون فكرة سديدة أن تجرب التداول أولا في الحساب التجريبي لتعرف كيف تستجيب العملات للأخبار والأحداث المختلفة.  
أولي اهتماما للعلاقات بين العملات. على سبيل المثال, زوجا يورو/دولار أمريكي و دولار أمريكي/فرنك سويسري يرتبطان بعلاقة عكسية عالية. إذا قمت ببيع زوج يورو/دولار أمريكي وشراء زوج دولار أمريكي/فرنك سويسري, فأنت معرض مرتين للدولار الأمريكي في ذات الاتجاه. أي ما يعادل 2 لوت من الدولار الأمريكي. إذا تراجعت قيمة الدولار, فإن كلتا صفقتيك ستخسران.

اتبع خطة

ما يجعل التداول خطرا هي عقلية التنفيذ الخاطئة. العيوب والخسائر أمر واقع. لا يمكنك أن تحدد أي صفقة ستكون رابحة وأيها لا. الخطر موجود دائما ويكون أكبر عندما لا تدرك ما تقوم به أو تحيد عن خطة التداول التي وضعتها.
خطة التداول هي أمر خاص بالفرد: يحتاج كل متداول إلى خطة خاصة به. يجب أن تشمل هذه الخطة توقعاتك الشخصية, قواعد إدارة المخاطر, ونظام "أنظمة" التداول. وكما يقول بنجامين فرانكلين (أو سواه): "فشلك في التخطيط هو تخطيط للفشل". 
امتلاكك خطة يساعدك على تنظيم أفكارك, التحكم في انفعالاتك, وتجنب اتخاذ القرارات المتهورة. 

كن متداولا منفتحا للتعلم

خصص المزيد من الوقت لتعلم التداول وتحليل السوق. اقرأ المقالات والكتب, شاهد الفديوهات, شارك في الويبينارات والسيمينارات. التطوير الدائم لمعارفك وخبراتك في السوق هو التأمين الأفضل ضد القرارات السيئة.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق